.

يعد النوم الجيد لمدة ست إلى ثماني ساعات مثالياً لصحة القلب والأوعية الدموية. وأي زيادة أو نقصان عن هذا المعدل يمكن أن ينعكس سلباً على صحة الفرد.

وقد تم التوصل إلى هذا الاستنتاج من خلال دراسة جديدة بينت أن الأشخاص الذين ينامون أقل من ست ساعات كانوا أكثر عرضة بنسبة 27٪ للإصابة بتصلب الشرايين.

وبينت الدراسة أيضاً أن الإناث اللواتي ينمن أكثر من ثماني ساعات ليلاً معرضات لخطر تراكم البلاك (أو “تصلب”) في الشرايين.

ولا يقتصر الأمر على كمية النوم التي تعتبر مهمة لصحة القلب والأوعية الدموية، فقد أفاد باحثون في دورية الكلية الأمريكية لأمراض القلب أن الأشخاص الذين تحدثوا عن سوء نوعية النوم كانوا أكثر عرضة بنسبة 34٪ للإصابة بتصلب الشرايين من أولئك الذين يحصلون عادة على نوم جيد.

كما أشار الباحثون إلى أن تعاطي الكحول وتناول الكافيين كان أعلى لدى أولئك الذين أبلغوا عن النوم القصير أو المتقطع.

وقال خوسيه أوردوفاس، المؤلف الرئيسي للدراسة وباحث في المركز الوطني لأمراض القلب والأوعية الدموية في مدريد ومدير التغذية وعلم الجينوم في مركز جين ماير لبحوث التغذية البشرية للشيخوخة في جامعة تافتس:”من المنطق أن يكون النوم جيداً لبضع ساعات أفضل من قضاء ساعات من التقلب في الفراش ليتمكن المرء الوصول إلى النوم المريح”.

وتعد هذه الدراسة الأولى التي تظهر أن النوم المقيس بشكل دقيق وباستخدام معايير محددة يرتبط بشكل مباشر بتصلب الشرايين.

وقد وجدت الدراسات السابقة أن هناك صلة بين قلة النوم والزيادة في عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، بما في ذلك ارتفاع مستويات السكر في الدم، وارتفاع ضغط الدم، والالتهابات، والسمنة.

وقال أوردوفاس إن دراسته خلصت إلى أن النوم القصير أو غير الجيد ساهم في الإصابة بتصلب الشرايين حتى بعد التحكم في عوامل الخطر الأخرى، وهو الأمر الذي يوحي بأن آليات إضافية غير متوقعة تعمل على زيادة المخاطر الناتجة عن قلة النوم.

وقال: “يبدو أن النوم من ست إلى ثماني ساعات هو الوقت المناسب للحفاظ على توازن الإيقاع اليومي والساعة البيولوجية للجسم”. كما أشار إلى أن أحد الجوانب التي لا يزال يتعين فهمها من هذه البيانات هو فيما إذا كان توقيت النوم يمكن أن يضفي خطراً إضافياً مرتبطاً بالإصابة بالأمراض الوعائية”.

وقالت الدكتورة بورفي جي. بارواني، طبيبة القلب في معهد لوما ليندا الجامعي الدولي للقلب في ولاية كاليفورنيا أن الأبحاث تظهر أن مستويات هرمون الإجهاد الكورتيزول، إلى جانب مستويات الستيرويد، وهرمون الشهية، تساهم جميعاً في الميل إلى الإفراط في النوم.

ومن ناحية أخرى ، فإن النوم غير الكافي لا يتيح لأجهزة  الجسم بالراحة واستعادة صحتها بشكل صحيح، مما يزيد من خطر اضطرابات نظم القلب، واحتشاء عضلة القلب، وارتفاع ضغط الدم، من بين عواقب أخرى.

طريقة إجراء الدراسة

نظرت الدراسة إلى مجموعة مكونة من 3,974 شخصاً في إسبانيا شاركوا في الأبحاث الجارية للكشف عن الأمراض الوعائية باستخدام تقنيات التصوير. وقد تم تحديد متوسط ​​عمر المشاركين ليكون 46 عاماً، ولم يكن أي منهم لديه أي تاريخ في أمراض القلب.

وفي سبيل جمع معلومات حول أنماط النوم، ارتدى كل مشارك جهازاً لرصد العمليات الحيوية في الجسم لمدة سبع ليالٍ. وخضع المشاركون أيضاً لتصوير ثلاثي الأبعاد للقلب بالموجات فوق الصوتية وفحص بالأشعة المقطعية CT لعلامات أمراض القلب.

وقالت باراوني: “كنا نعلم أن النوم مهم، لكن هذه الدراسة تُظهر أنه يمكن أن يكون عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل مباشر وبمعزل عن عوامل الخطر الأخرى“.

وفي الافتتاحية المرافقة للدراسة، دعا المؤلفون إلى إجراء المزيد من الدراسات لتحديد فيما إذا كان تغيير سلوكيات النوم يمكن أن يحسن صحة القلب. وقالوا إن مثل هذه الأبحاث “ضرورية لتأكيد أن عامل النوم إلى جانب النظام الغذائي وممارسة الرياضة أمور أساسية للحفاظ على نمط حياة صحي”.

ملخص الدراسة

يمكن أن يؤدي عدم النوم، والنوم المضطرب، وحتى النوم المفرط إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ويمكن للبحوث المستقبلية أن تؤكد أن النوم من عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بأمراض القلب والشرايين التاجية إلى جانب النظام الغذائي غير الصحي وعدم ممارسة الرياضة.