أشارت دراسة نشرت في مجلة علم الأوبئة والصحة المجتمعية إلى أن عوامل النشاط البدني والوزن وحتى الطول يمكن أن تؤثر على فرص العيش لفترة أطول، ويرتبط تأثير هذه العوامل بالجنس (ذكر أو أنثى).

ووجد الباحثون أنه بالنسبة للإناث، ارتبطت ممارسة 60 دقيقة تقريباً من النشاط البدني يومياً مع تحسن فرص العيش لفترة أطول. إلا أن ممارسة الرياضة لأكثر من ساعة يومياً لم تضف شيئاً إلى هذه الميزة.

بالنسبة للذكور، توصل الباحثون أن زيادة وقت ممارسة النشاط البدني يومياً أدى إلى تحسين فرص زيادة العمر.

وتم التوصل أيضاً إلى أن حجم الجسم يؤثر على فرصة الإناث في الوصول إلى سن الـ90أكثر بكثير مما هو الأمر بالنسبة للذكور.

الفئات التي يرجح أن تصل إلى عمر الـ90

استخدم الباحثون معلومات من دراسة شاملة في هولندا، تم بدأها في عام 1986. وقاموا بتحليل البيانات المتعلقة بالأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 68 و70 عاماً ممن توفرت البيانات المتعلقة بطولهم ووزنهم في عمر الـ 20 ووزنهم الحالي.

وقد أبلغ المشاركون في الدراسة عن مستواهم الحالي فيما يتعلق بالنشاط البدني، والذي يتضمن أموراً مثل المشي، أو ركوب الدراجات، أو العمل في الأعمال الزراعية.

وتم رصد جميع البيانات حتى وصول الفرد إلى سن الـ 90 أو وفاته. وتم أخذ السلوكيات مثل تعاطي الكحول والتدخين بعين الاعتبار أيضاً.

ومن بين 7807 مشاركاً، وصل 433 رجلاً و994 امرأة إلى سن الـ90.

وكانت النساء اللواتي يزيد طولهن عن 5 أقدام و 9 بوصات أكثر حظاً بنسبة 31 في المئة للعيش إلى عمر الـ 90 من النساء اللواتي تقل أطوالهن عن 5 أقدام و3 بوصات.

وكانت النساء الأقل وزناً في بداية الدراسة واللواتي قلت أوزانهن منذ عمر الـ20 عاماً أكثر حظاً في العيش مدة أطول مقارنة بالنساء الأقصر والأسمن.

في حين لم يكن الطول عاملاً مؤثراً لدى الرجال الذين وصلوا إلى عمر الـ90.

وتمكن الرجال الذين كانوا أنشط من الناحية البدنية والذين مارسوا الأنشطة البدنية لمدة تزيد عن 90 دقيقة في اليوم أكثر حظاً في الوصول إلى عمر الـ90 بنسبة 39٪ مقارنةً بالرجال الذين كانوا يمارسون النشاط البدني لمدة تقل عن 30 دقيقة في اليوم.

إضافةً إلى ذلك، ارتبطت كل 30 دقيقة إضافية من التمرين بزيادة قدرها 5 بالمئة في فرص الوصول إلى عمر الـ90 (للذكور).

وأشار الباحثون إلى أن الدراسة أكدت بعض الأشياء التي نعرفها بالفعل عن التمارين وطول العمر، إلا أنه لا يمكن إغفال أن إجراء دراسة بأثر رجعي يحول دون التحكم بجميع المتغيرات. فبعض الأشياء التي تم التوصل إليها مثيرة للاهتمام، إلا أنه لا يمكن تفسيرها.

وقال الدكتور مير ألي، وهو جراح عام ومختص في علاج السمنة في مركز ميموريكار كير أورانج كوست الطبي في كاليفورنيا: “لقد تمت دراسة العلاقة بين مؤشر كتلة الجسم (BMI) ومدة الحياة جيداً. وأشارت النتائج إلى أن مؤشر كتلة الجسم العالي يعني أن الفرد أقل فرصةً للوصول إلى الشيخوخة. هناك الكثير من البيانات التي تشير إلى أنه عندما يصل الشخص إلى مؤشر كتلة الجسم 40، وهي النسبة التي تشير إلى البدانة المفرطة، فإن ذلك يمكن أن يقصر حياته بمقدار 10 سنوات”.

وقال الدكتور ألي: “إن المشي لمدة 15 دقيقة، ثم الزيادة إلى 20 دقيقة، مع وجود هدف بالوصول إلى ما لا يقل عن 30 دقيقة في اليوم لمدة خمسة أيام في الأسبوع، ظهر في العديد من الدراسات أنه مفيد.” وأضاف: “حتى الأشخاص ذوي الوزن الصحي يمكن أن يصابوا بأمراض القلب أو الرئة ولا يدركون ذلك حتى يمارسوا التمارين الرياضية“.

وأوضح الدكتور ألي أن عدداً من الأمور، مثل العامل الوراثي والبيئة، هي عوامل تؤثر على مؤشر كتلة الجسم.

وشدد الدكتور ألي أن لكل شخص استجابة مميزة وفريدة وأن ما قد يكون مفيداً لشخص قد لا يكون مفيداً لشخصٍ آخر، لكن النظام الغذائي وممارسة الرياضة عاملان مهمان للوصول إلى مؤشر كتلة الجسم الطبيعي، والمحافظة على الصحة بشكل عام، وزيادة فرصة الوصول إلى عمر الـ90.