تأثير جائحة فيروس كورونا المستجد على البشرية أمر واضح جدا، ليس فقط على الصحة الجسدية، بل على الصحة العقلية، وهو ما أثبتته دراسة جديدة.
وحذر طبيب نفسي بارز من أن جائحة “كوفيد – 19” قد تكون أكبر ضررا على الصحة العقلية للبشر، منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال رئيس الكلية الملكية للأطباء النفسيين، أدريان جيمس، إنه حتى عندما يكون الفيروس تحت السيطرة، ستكون هناك عواقب “عميقة” على المدى الطويل، وذلك خلال حديثه مع صحيفة “الغارديان” البريطانية.
وأضاف جيمس “هذه الجائحة قد تكون الأشد ضررا على الصحة العقلية منذ الحرب العالمية الثانية”.
ووفقا للطبيب البارز في المجال، لا يتوقف الأمر عندما تتم السيطرة على الفيروس، وتتضاءل أعداد المصابين، فالعواقب الوخيمة على الصحة العقلية ستستمر لسنوات لاحقة.
ومن بين الآثار الطويلة للوباء تأثر البعض بفقدان شخص مقرب لهم بسبب الوباء، أو فقدان وظائفهم بسبب الأزمة المادية، أو التأثر نفسيا بفترات الإغلاقات والحرمان من التفاعل البشري مع الأقرباء والأصدقاء.
وقالت جمعية “مايند” الخيرية للصحة العقلية في نوفمبر إن المزيد من الأشخاص عانوا من أزمة صحية عقلية خلال جائحة فيروس كورونا أكثر من أي وقت مضى.
وكانت هناك زيادة بنسبة 15 بالمئة في الإحالات العاجلة للأشخاص الذين يعانون من أزمات الصحة العقلية من مارس حتى يوليو من هذا العام، وتم إجراء 2276 إحالة خطيرة في يوليو 2020 مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وفقا لمايند.
وتأتي تعليقات جيمس أيضا بعد تقرير مذهل صدر في أكتوبر، كشف أن ما يصل إلى 10 ملايين شخص، بما فيهم 1.5 مليون طفل، في بريطانيا، قد يحتاجون إلى جلسات ورعاية للصحة العقلية عقب الجائحة.
ووفقا لخبراء الصحة العقلية بالتعاون مع منظمة الصحة البريطانية، سيحتاج هؤلاء إلى مساعدة لعلاج للاكتئاب والقلق، بينما قد يصاب العاملين في قطاع الصحة بحالات الاضطراب بعد الصدمة “بي تي إس دي”.