منذ بدء جائحة فيروس كورونا، لم تتوقف الأبحاث والجهود الدولية من أجل تطوير علاج فعال لكوفيد-19، ووضع نهاية للجائحة التي حصدت أرواح أكثر من 5 ملايين شخص حول العالم حتى الآن.

ودفع التأثير الاستثنائي لوباء كورونا، شركات الأدوية العالمية بعد نجاحها في إنتاج اللقاحات، إلى التحرك السريع من أجل تطوير أدوية فعالة، وسط آمال بأن تحد تلك الأدوية من الوفيات والحالات الحرجة التي تنجم عن الوباء.

ومؤخرا تقدّمت شركة “ميرك” للأدوية بطلب لهيئة الدواء والغذاء الأميركية للتصريح بالاستخدام الطارئ لعقار “مولنوبيرافير”.

كما أعلنت شركة “أسترازينيكا” البريطانية أنها تمكنت من تطوير حقنة علاج فعالة ضد الفيروس، تمت تسميتها علميا بـ” AZD7442″ وتضم مزيجا من الأجسام المضادة.

يشار إلى أن عقار ريمديسفير هو الدواء الوحيد -حتى الآن- الذي حصل على موافقة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية، حيث وجد الباحثون أنه اختصر مدة شفاء المرضى بمتوسط من 5 أيام ليومٍ واحد، وتأمل شركة “ميرك” أن يكون مولنوبيرافير هو التالي للحصول على الترخيص.

تنبيه وتوصيات

وحول ما جرى الإعلان عنه من تطوير أدوية لعلاج كورونا، على غرار ما أعلنته شركة “أسترازينيكا”، يرى الدكتور أمجد الخولي، استشاري الوبائيات بمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، في حديث خاص لـ”سكاي نيوز عربية”، أنه لا بد من تلقي ملف بيانات كامل حول أي دواء للعرض على لجنة الخبراء المستقلة لدينا لمراجعته.

ويوضح: “في حالة تلقي منظمة الصحة العالمية البيانات الكاملة يتم مراجعتها من قبل خبراء المنهجيات المستقلين لدينا، وبعد ذلك يمكن لمجموعة تطوير المبادئ التوجيهية النظر في البيانات وتقييم الدواء”.

لكن الخولي أعلن في الوقت ذاته، ترحيب المنظمة العالمية بإضافة دواء للأدوية التي تستهدف الحد من مدة الاستشفاء، وتمنع أو تخفض الوفاة بين مرضى كوفيد-19.

أدوية للحالات الحرجة

ونبه في هذا الصدد إلى أن المنظمة قد أوصت في وقت سابق بأدوية عدة لكوفيد-19، بناء على التجارب السريرية المتاحة، تمثلت في استخدام حاصرات مستقبلات ساريلوماب وتوسيليزوماب (Interleukin-6 tocilizumab أو sarilumab) في المرضى المصابين بالحالات الحرجة.

وأوصت أيضا بدواء الكورتيكوستيرويدات الجهازية أيضاً للمرضى المصابين بأكثر الأعراض خطورة. ونصحت المنظمة أيضًا باستخدام الأكسجين الطبي ومضادات التخثر في علاج كوفيد-19.

أدوية محتملة للعلاج

واستعرض استشاري الوبائيات بمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط جهود منظمته الأخرى في تطوير علاج مضاد كورونا.

ويشرح: “هناك أدوية أعلنت عنها المنظمة العالمية عقب المرحلة الثانية من تجارب التضامن المعززة (سوليداريتي) التي نسقت المنظمة مع الشركاء المعنيين في المرحلة الثانية منها، وشاركت بها 7 بلدان في إقليم شرق المتوسط لتقييم ثلاثة أدوية محتملة لعلاج حالات الإصابة بعدوى كوفيد-19: وهي الأرتيسونات والإيماتينيب والإنفليكسيماب”.

وجاء في تقرير سابق للمنظمة العالمية أن عقار “ارتيسونات”، سيجري إعطاؤه عن طريق الوريد لمدة 7 أيام، باستخدام الجرعة القياسية الموصى بها لعلاج الملاريا الشديدة.

أما “ايماتينيب” الذي تنتجه شركة “نوفارتيس” ويستخدم لعلاج بعض أنواع السرطان، فسيجري تناوله عن طريق الفم مرة واحدة يوميا لمدة 14 يوما، بينما عقار “انفليكسيماب”، فهو من إنتاج شركة “جونسون آند جونسون”، ويستخدم لعلاج أمراض المناعة، فسيجري إعطاؤه في التجربة عن طريق الوريد كجرعة واحدة.

ونبه الخولي إلى أن الهدف هو تأمين الحماية من الإصابة بأعراض كوفيد-19 الشديدة التي تقتضي الاحتجاز بالمستشفيات، أو تؤدي إلى الوفاة.

ويستطرد: “عمل على اختيار هذه الأدوية فريق خبراء مستقل يتولى تقييم جميع البيانات المتاحة بشأن جميع العلاجات ذات الصلة، ونأمل أن تكلل هذه التجارب السريرية بالنجاح في الوصول لعلاج فعال لكوفيد-19”.

نتائج واعدة لـ”مولنوبيرافير”

وحول عقار مولنوبيرافير الذي أعلنت عنه شركة ميرك الأميركية، أكد الخولي أن منظمة الصحة العالمية على اتصال بشركة ميرك على أساس منتظم فيما يتعلق بعقار مولنوبيرافير المضاد للفيروسات والذي أشارت الأنباء أنه قد أظهر نتائج واعدة في الحد من الاستشفاء والوفاة بين مرضى كوفيد -19.

وشدد على أن المنظمة على دراية بالجداول الزمنية المتعلقة بهذا العقار، وتتوقع بموجب اتفاقيات السرية أن تتم مشاركة البيانات الكاملة خلال الفترة المقبلة ليتم مراجعتها من قبل خبراء المنظمة.

ويعتبر عقار مولنوبيرافير واحدًا من عدة أدوية مضادة للفيروسات قيد التطوير أو الاختبار حاليًا.

وساهم عقار مولنوبيرافير في ارتفاع معدلات الشفاء من فيروس كورونا بنسبة 50 بالمئة للمرضى الذين تكون إصابتهم متوسطة وخفيفة، بحسب بيان لشركة ميرك صادر الشهر الماضي.

نهاية الجائحة

وردا على سؤال متى يصبح الوباء تحت السيطرة؟ أجاب الخولي: “هناك انخفاض في أعداد الإصابات والوفيات عالمياً وإقليمياً منذ بضعة أسابيع. ولكن في الوقت نفسه لدينا بلدان تسجل ارتفاعاً”.

وتابع: “نسب التطعيم محدودة في معظم البلدان المنخفضة الدخل، والتحورات توسع من انتشار الفيروس، لذلك لا نزال بعيدين عن انتهاء الجائحة، ونأمل مواصلة جهود الاستجابة والالتزام بالتدابير الوبائية والتوسع في التغطية باللقاح لنقترب من إنهاء الجائحة”.

وتخطت حالات الوفاة جراء كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم حاجز 5 ملايين، الجمعة، مع تسبب سلالة دلتا في زيادة الوفيات خاصة بين من لم يتم تطعيمهم.